المائدة هي مفرد “موائد”، وتشير إما إلى السطح الذي يُوضع عليه الطعام أو إلى الطعام نفسه، كما يتجلى في الآية الكريمة من سورة المائدة.
يتعامل المغاربة مع المائدة بنوع من التقديس، حيث يُعبرون عن الأكل حولها بعبارة “شركنا الطعام”، مما يجعل هذا الفعل مقدسًا.يشير الأنثروبولوجي الفرنسي كلود ليفي شتراوس إلى أن التعامل مع الطعام مرتبط بالثقافة التي ينتمي إليها الفرد.
أما “المستديرة”، فهي شكل دائري يرمز إلى الاتحاد والتكامل، مما يعزز الشعور بالاعتزاز بالذات. تُعتبر المائدة المستديرة بنية ثقافية تتيح فرص الحوار والتفاوض، كما يتضح في القرار الأخير لمجلس الأمن بشأن الصحراء المغربية، الذي يدعو الأطراف المعنية لاستئناف المفاوضات من خلال هذه المائدة.
هذه العملية، التي اقترحها هورست كوهلر، تهدف إلى تحقيق حل واقعي قائم على التوافق.
دعوة مجلس الأمن للأطراف للعودة إلى المائدة المستديرة تُعدّ فعلًا دبلوماسيًا رفيعًا، حيث تجمع الأطراف المعنية ليتحدثوا بشكل متساوٍ، بعيدًا عن الوصاية.
ومع ذلك، يظل السؤال مطروحًا حول مستقبل هذه الجهود، في ظل استمرار النظام الجزائري في تجاهل هذه الدعوات. وختامًا، نتذكر كلمات الشاعر محمود درويش التي تبرز واقع العلاقات المعقدة: “سقط القناع.. عن القناع.. عن القناع.. سقط القناع.. لا إخوة لك يا أخي، لا أصدقاء!”
Share this content: