محمد عزيز الوكيلي... ماكرون يطلق "كلاشينكوف" محملاً برصاص الكلمة تجاه "العدو التقليدي"!
كما كان متوقعاً، صعد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون منصة الخطابة في القاعة الكبرى بمجلس النواب، ليخاطب أعضاء البرلمان المغربي بغرفتيه. كان خطابه مليئًا برصاص الكلام القوي والثقيل على آذان وأعناق أعداء وحدتنا الترابية، الذين أطلقوا علينا اللقب المذكور في العنوان. كيف لا، وقد جاء كلام ماكرون محملاً بعمق أدبي مستلهم من الأدب الفرنسي الرفيع، حيث بدا وكأنه يتلو نثراً شعرياً لفولتير أو مونتيسكيو أو روسو.
وقد تميزت فقرات خطابه بشأن قضية صحرائنا الجنوبية الغربية بثقل كبير، مما جعلها تشكل ضغطاً على جيراننا الشرقيين الذين تابعوا الخطاب بتركيز شديد، ربما أكثر من المعنيين به.
تحدث ماكرون بعبارات حادة كالسيف، مسترجعًا محطات مشرقة من تاريخ المغرب، حيث أشار إلى تاريخ إمبراطوري يمتد لأكثر من ألف سنة، مما يزيد من معاناة نظام لا يتجاوز تاريخه الستين عاماً.
فالجزائر قبل هذا التاريخ كانت مجرد قبائل وأمصار تحت وطأة الغزاة، مما يبرز الفجوة التاريخية بينها وبين المغرب.كما أشار ماكرون إلى التاريخ المشترك بين المغرب وفرنسا، في حين أن العلاقات الجزائرية الفرنسية تفتقر إلى نفس المستوى من الصدق والحرارة.
وقد شكلت هذه الإيماءات ضغوطًا إضافية على كبرياء الجزائر، لتسهم في تعميق أزماتها.تضمن خطاب ماكرون أيضًا إشارات واضحة إلى الشراكة والتعاون بين المغرب وفرنسا، مشيدًا بقدرات الشباب المغربي في مجالات متعددة، مما يعكس تطور العلاقات الاقتصادية والتقنية بين البلدين.
أما الجزء الأهم في الخطاب، فكان تأكيده على أن المقترح المغربي للحكم الذاتي هو “الحل الوحيد” للنزاع المفتعل حول الصحراء، مع استعداد فرنسا لدعم هذا الحل في المحافل الدولية. كانت تلك اللحظة بمثابة نقطة فارقة، مما زاد من توتر الأوضاع لدى جيراننا الشرقيين.
في النهاية، كان المغرب في غنى عن هذه الزيارة والخطاب، فهو ثابت في صحرائه، لكن الحاجة كانت ملحة لدى ماكرون لتأكيد موقعه في الساحة السياسية الدولية، بعد معاناته من إخفاقات سابقة.
Share this content: