الجزائر تعلّق التجارة مع فرنسا وتعيد فتحها مع إسبانيا بسبب زيارة ماكرو الى المغرب (وثيقة)
في خطوة مفاجئة جاءت على خلفية زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى الرباط، قررت الجزائر تعليق أنشطة الاستيراد والتصدير مع فرنسا، رداً على الدعم العلني الذي أبداه ماكرون لموقف المغرب في قضية الصحراء المغربية.
وقد وصف السفير الفرنسي السابق لدى الجزائر، كزافييه درينكور، القرار الجزائري بـ “الضربة القوية” التي قد تؤثر بشكل كبير على العلاقات الاقتصادية بين البلدين، محذرًا من تداعياته المحتملة في المستقبل القريب. من جانبها، أكدت صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية أن هذا القرار سيؤدي إلى تعليق فعلي للعلاقات التجارية بين الجزائر وفرنسا، مشيرة إلى أن “الرابطة المهنية للبنوك والمؤسسات المالية” قد تم إبلاغها شفهياً بهذا القرار في 4 نوفمبر، مما سيجعل من المستحيل تنفيذ أي عمليات استيراد أو تصدير بين البلدين.
كما لفتت الصحيفة إلى أن القرار الجزائري قد يكون جزءًا من سلسلة خطوات بدأت بعد اعتراف فرنسا بسيادة المغرب على الصحراء في يوليو الماضي، وهو ما أثار استياءً بالغاً في الجزائر. وقد تم رصد مؤشرات على توتر العلاقات التجارية منذ بداية شهر أكتوبر، حيث حذرت “Algex”، الوكالة الجزائرية المسؤولة عن تراخيص الاستيراد والتصدير، الشركات المحلية من عدم إصدار تراخيص لاستيراد المنتجات الفرنسية، مما دفع العديد من الشركات للبحث عن موردين آخرين.
القرار الجزائري له تداعيات كبيرة على عدة قطاعات اقتصادية مهمة، مثل قطاع التمور الذي كان يخطط لتصدير محصوله إلى فرنسا، وهو ما اعتبره العديد من المنتجين المحليين بمثابة “كارثة اقتصادية”.
وفي تعليق له، قال حسن بلوان، أستاذ باحث في العلاقات الدولية، إن “الزيارة التاريخية الناجحة للرئيس ماكرون إلى الرباط أصابت حكام الجزائر بالجنون”، مضيفًا أن النظام الجزائري يعتمد على ردود أفعال عشوائية في اتخاذ القرارات، خاصة فيما يتعلق بقضية الصحراء. بلوان أشار أيضًا إلى أن هذه الضغوط الاقتصادية لن تكون فعالة ضد فرنسا لأسباب عدة، أهمها أن الجزائر تعتمد بشكل حيوي على المنتجات الفرنسية، بالإضافة إلى أن فرنسا قد حسمت مواقفها لصالح المغرب استنادًا إلى علاقات تاريخية ومصالح استراتيجية.
وأكد بلوان أن مثل هذه القرارات العشوائية تكشف عن استمرار معاناة الشعب الجزائري جراء قرارات سياسية غير مدروسة، وتؤكد على أن النظام الجزائري يواصل معركته الفاشلة ضد سيادة المغرب على صحرائه.
Share this content: